Saturday, July 24, 2010

الحكاية 2

2-صاحب الغدر النبيل


صار القمر ف الحي يدور

يسقي ليالي الحي البور

صبح الولد فالحي مقام

سمّوا مقامه "خليل النور"



صار الولد تاني المقامات

جنب مقام من غير جثمان

عرفه الناس بمقام الغدر



وكان الفجر..


كان المغني وميسرة

-أول أيادي المعركة ترمي الحجارة-

آخر سهارى


كان المغني شريد البال

ميّل عليه الشاب وقال:


*مش سهل فراقك يا ربابة

كات ياما تطيب ف غلابة



الا صحيح الناس ف الحي

بيقولوا زمان عزّفت بناي..

وان كان ده صحيح ..

همّلته ازاي؟



رد المغني بالبتسام


"الناي قليل الفرح ..

مكسور الجناح..

أما الربابة ف حسها.. تلقى البراح

وقت الفرح ترقص ..

وقت الزعل نواح


والعازف صوت الناس

والناس شربانة الهم

لو طاوع عزف الناي

يصبغ أوجاعهم غم


غير ان براح الصوت ف غناه

والناي مايسعشي كلام وياه


والكلمة سبيل العازف


الكلمة الروح والريح والموت

وميدان وحارات وضلام نبوت

وتقاوي وزرع وأرض وفاس

الكلمة الناس..

كان لازم أغني واسيب الناي"


رجع الشاب بخجله وقال:

*شغلاني الحلوة ف أشعارك؟*


"دي حكاية تعود لسنين فاتت

والحكي يقيد ناري ونارك"


* الحكي يبرد ف مرارك*


"الجرح يا ولدي سنين صابر

بس لخاطرك راح اقول.. حاضر


كان نفس الغنوة تدور تنعاد

يسمعها ف ليل الحي عباد

على حس مغني ضرير عوّاد


"وحدي ف ليل منفاي
صوتِك صبح معزاي
يصرخ يقول انجدني
واصرخ واقوال ازاي؟"


كانت سنين ع الناس كيف السهام

وأصعب ما داق الحي من شر الزمان

كنت ف عداد البشر ضمن العيال

كان الضلام وقتها طبع المكان



طمع الفتوة ف مَرَة زوجة فقير

راعي ملهش ف ملْك رعيه نصيب

أمره اللعين وقتها يرمي اليمين

كان للفقير منّها طفلة سنين

رفض الحزين والرعب ملو البال



وف يوم لقيت الناس بيتزاحموا

"خطف الفتوة الراعي ومراته"

سحبت عصابته القاضي متكتف

أمره الجبابرة.. يتلي آياته


كان الزنا والرجم ..هو الحكم

جف البشر ريقهم ..وصبحم بُكم



كأن كل الألسنة ..دايقة يدوب الكي


ربط الطغاة الأبرية..على نخلتين الحي


خبت الأطفال وشوشهم...

جوه توب الامهات

صاحب نحيبهم والأنين ..ذل السكات

وزاد صراخ المرجومين..

وزاد فجور المجرمين..

كان الفتوة بيبتسم..

والناس قلوبها بتنعصر


كان المشهد عصيب فوق الخيال

تنصهر ليه الصدور ..

وتشيب عيال



صوت الحجارة... وغبارها

وصرخ البنت من دارها..

وزحف دم الأبرية..

فوق الميدان..

مافرقش بال


وسنين تمر ف لوعة الآهه

والبنت كبرت..

وكبرت وياها

وفيّا عشقت ..نايي وأنينه

وعشقت فيها الحزن والتوهه



كات تكفي جبينها على كتفي

وتصاحب عزفي

وسواعي مع الناي تتهادى

والقاها بتغفي

والدمعة على الخد تتندي

فامسحها بكفي

كات رغم الحزن المتعافي

ولا كيف الحور

وكلامنا الخارج من جوفنا

كان ملو بحور

كات ريقي وصوتي وأنفاسي

وجرحي المضمور


وف يوم مشئوم الناس صحيت

على جثة واحد م الملاعين

بعديه اتنين ..

والفاعل مين؟

واتقتل القاضي ف قلب الدار

مكتوب من دمه ف كل جدار


"لو كان سليل التقى ..عابد بحق

كان صوته لازم وقتها يصرخ بحق"



واجتزت انياب الباطل


واتقطفت من قلبي الوردة

كان حتمن تهرب م البلدة

كان لازمن ف وداعنا وجعنا



وبدون ما الحيرة تجيب وتودي

نفذت بيدي وصية عهدي


مات الفتوة...والغلابة اتنفسم

هرب اللي باقي م الديابة بعمرهم



قالوا الهمام..قاموا المقام

سمّوا المقام.."غادر نبيل"


رد الولد بالجد

*صاحب مقام الغدر؟


"كانت جسارة عشق..


والعشق ياريته اتهنى وعاد


طوّفني عليها بلاد وبلاد


غنيت للحلوة ف كل معاد


غنيت بالصوت وزعقت بناي

....

والحلوة ماهيش سامعة نداي"


الحكاية

1-الولد


كان الميدان مليان..

كان الهوا هلكان..


كان القمر هربان..


كان الولد سهران..




كان الميدان مليان..لامم شجون الناس


حوالين مغني فقير...ماسك ربابة وقوس


بعد ما ينام الطغاه...ينطلق لحنه اليئوس



"يا حلوة انا وانتي

رنة وتر مع ناي
لو جاكي يوم تبكي
انا يبقى ايه معناي؟"



كان الهوا هلكان..موجوع يإن القهر


من نزلة النبوت..فوق احتمال الفقر


من ضحكة الفتونة..على دوّاقين الصبر



والصبر زرع شطاني في ناسه


الصبر تاج الظلم فوق راسه



بات الهوا مخنوق بأنفاسه




كان القمر هربان ..يكتم ف نفسه الضي


يسرح ف حال الناس..دمعه الحزين فالحي



والممنوعين يتمنوا..والمأمورين بالطيبة


بحكم العادة بيغنوا..غنوة الصبح الرتيبة



"ياصاحب المواعيد

قمر الليلادي بعيد
ارزق صباح رباح
قلب المحب يطيب"



كان الولد سهران



همه أظلم من ليالي الحي ف غياب القمر


حِمله أتقل من اتاوة الحي ف بطون البقر




نومه أبعد من عيونه قرب السهر


كان الولد سهران يناجي القدر



"طال الوجع يا هوا

طوّل غيابك ياقمر
طابت غصون الضنى
واستوى ليل البشر
حظ الغلابة الشقى
حظ الديابة الثمر"


يعلن الفجر الشروق


يطلع الصبح فهدوء


كان الفتوة وعصبته


مسكوا عصيان المرح


يتنافسوا مين اقواهم




شق الولد دايرتهم


دخل النزال باسم



صاح المغني بغنوته



"يا حلوة ياللي بتهربي

قلبك ميدان المعركة
سمّي على عيون الصبي
عاشقك وعشقك مهلكة"


صبح النزال أعصب


ظل الولد أصلب


هزم الفقير الجشع


ضبح الفتوة بضحكته


"الفين عفارم يا جدع "


رد الولد من غضبته



"مدحة الظالم مهانة


ضحكتك دمع الغلابة"



ظهرت نيبان الغضب


بدأ الفتوة بضربته


ذاد الولد عن نفسه


رد أسرع م المفجأة


خر نبوت الفتوة



هم الغلابة يكبروا


غدْر الديابة انطلق



موّت الفرح ف عيونهم


كل نبوت انهزم



سال الولد دمه


يسقي الغلابة الحلم



هب واحد م الطغاة


"غني حالا للفتوة"



ارتجف صوت المغني


بص لعيون الغلابة


وابتسم قلبه الحزين


صاحت ربابته المنشدة



"انتو الملاذ ..انتو الخلاص


واحنا خلاص.. آخر نفس.."



قبل مايكمل غناه


كسّر الظالم ربابته


وقبل ما يكسر ضلوعه


رد واحد م الغلابة


بالحجارة اللي ف ايده



سالت حجارة الفرح من كل اتجاه


تنزع من الفتونة توب العٍظَم والجاه



مات الجبابرة بظلمهم


عاش المغني بجرأته


غنّى من غير الربابة



"قالها الولد في الحي

قوم حي على اللي جاي
مدد يا دي الولد
ميت وقلبك حي"